تُعَدُّ شبكة السكك الحديدية في مصر من أقدم شبكات السكك الحديدية في القارة الأفريقية والشرق الأوسط، إذ يعود تاريخ افتتاح أول خط للقطارات بين القاهرة والإسكندرية إلى عام 1856م، وكان ذلك بمبادرة محمد علي باشا لتسهيل حركة الركاب والبضائع وتعزيز التجارة الداخلية والخارجية . ومن ضمن هذه الشبكة شُقَّ خط ضِفَّتي فرع دمياط النيل، الذي يربط القاهرة بمحافظة الدقهلية، مرورًا بعدد من المدن والقرى، أهمها مركز المنصورة وقرية منية سندوب. وفي هذا الموضوع نتناول قطار «سندوب–القاهرة» من مختلف الجوانب: تاريخيًا وتقنيًا وخدميًا، وكذلك مواعيد الرحلات وأسعار التذاكر والتحديات المستقبلية.

موقع قرية منية سندوب ومحطة القطار

قرية منية سندوب تقع ضمن تبعية مركز المنصورة في محافظة الدقهلية، ويقدر عدد سكانها – حسب إحصاءات عام 2006 – بأكثر من 20,500 نسمة . وتنقسم القرية إلى قسم سكني رئيسي بمحاذاة الطريق الزراعي بين المنصورة ودمياط، حيث توجد محطة سندوب للسكك الحديدية على هذا الخط، وتبعد المحطة عن مركز المنصورة بين 6 و8 كيلومترات تقريبًا، مما يجعلها رافدًا مهمًا لسكان القرى المجاورة الذين يعتمدون على القطار للتنقل اليومي إلى المنصورة والقاهرة.

تاريخ خط السكة الحديد وتأسيس محطة سندوب

• الخط الأساسي: شُقَّ أول فرع لخط القاهرة–دمياط مرورًا بطنطا وبني عبيد ثم المنصورة في أوائل ستينيات القرن التاسع عشر، حيث وصل هذا الفرع إلى «محلة روح» عام 1863، ثم امتد شمالًا نحو دمياط عام 1869 بعد إكمال فروع أخرى جنوبًا وغربًا .
• تأسيس محطة سندوب: استغرقت هيئة سكك حديد مصر (ENR) في أواخر القرن التاسع عشر وعشرين إضافة محطات فرعية على امتداد الخط لخدمة القرى الزراعية. ويُرجح أن محطة «سندوب» أنشئت في نهاية القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين بالتزامن مع إنشاء محطة «المنصورة–بني عبيد»، بهدف خدمة حركة نقل المحاصيل الزراعية من القرى المجاورة للمراكز الحضرية.
• تطور المحطة: في منتصف القرن العشرين، جُدِّدت الأجهزة الفنية (الإشارات والمحركات) واستُبدلت عربات البضائع القديمة بعربات حديثة، وتميزت محطة سندوب آنذاك بوجود رصيف مزدوج لاستقبال القاطرات وعربات الركاب والبضائع معًا.

مواعيد قطارات سندوب القاهرة

مواعيد قطارات القاهرة سندوب

أسعار تذاكر قطارات سندوب القاهرة والعكس

أهمية القطار للمنطقة

1. تنقل الركاب اليومي: يعتمد كثيرٌ من أهالي منية سندوب والقرى المجاورة (كـ «رشيد البر» و«الدنابيق») على القطار للوصول إلى مراكز العمل والدراسة في المنصورة والقاهرة، حيث تستغرق الرحلة من محطة سندوب إلى محطة القاهرة الرئيسية (ماتارية) حوالي ساعتين ونصف.
2. نقل البضائع والمحاصيل: يمر الخط بمحاذاة أراضٍ زراعية شاسعة تشتهر بزراعة الأرز والقطن والخضروات، لذا تستفيد محطات فرعية مثل سندوب من شحن المحاصيل إلى مصانع التحرير والحرب والدمياط.
3. ربط دلتا النيل بالعاصمة: يشكل خط «القاهرة–المنصورة–دمياط» بدوره شريانًا أساسيًا يربط العاصمة بالقناة ومحافظات الوجه البحري، ما يعزز انسيابية الحركة التجارية والسياحية.

أنواع القطارات والخدمات على الخط

تُشغِّل الهيئة القومية لسكك حديد مصر على هذا الخط عدة فئات من القطارات:

• القطارات المكيّفة (مميز/سياحي): وتضم عربات فئة «سياحي» (مكيف كامل) وعربات «مميز» (مكيف مع فواصل إعلانات وأطعمة خفيفة).
• القطارات المختلطة: تضم عربات درجة أولى مكيفة، ودرجة ثانية عادية، مع عربة مطعم في بعض المركبات.
• القطارات المحلية (عادية): وهي أقل تكلفة، دون تكييف، وتستخدمها شرائح واسعة من الفئات الاجتماعية.

هذه القطارات تنطلق من محطة ماتارية بالقاهرة (مقرها في حي مصر الجديدة)، وتستمر إلى محطات مثل العصافرة وشبرا الخيمة ثم عدد من محطات الوجه البحري حتى الوصول إلى المنصورة، وتتوقف في سندوب قبل أقل من خمس دقائق من محطة المنصورة .

تجربة الركاب والخدمات على متن القطار

• الراحة والتكييف: تُوفِّر عربات الدرجات الأولى والثانية المكيّفة مناخًا مريحًا خلال الصيف، ويشتكي بعض الركاب من ضعف التهوية في القطارات العادية العادية خلال شهور يونيو ويوليو.
• التزود بالمشروبات والوجبات الخفيفة: تتوقف بعض القطارات (خصوصًا المميزة والسياحية) في عربات مطعم أو يقدم المضيفون مشروبات مجانية في الدرجات السياحية.
• المقاعد والمساحة: المقاعد مناسبة للرحلات التي لا تزيد عن 4 ساعات، لكن قد تشهد وقت الذروة ازدحامًا في القطار المختلط بين المنصورة والقاهرة.

التحديات والصعوبات

1. مشكلات التأخير: تتكرر التأخيرات أحيانًا بسبب ازدحام الشبكة وتأخير القطارات على امتداد الخط، خاصة خلال فترات الذروة.
2. الحوادث والبُنى التحتية: يعاني الخط من تلف قضبان ومخاطر تخطي عربات، كما حدثت عدة حوادث محلية نجم عنها إصابات طفيفة وبسيطة.
3. نقص العربات الجديدة: لا يزال العديد من العربات يعود إنتاجها إلى سبعينات وثمانينات القرن الماضي، مما يفتقر إلى معايير الأمان والراحة الحديثة.

مشاريع التطوير المستقبلية

أطلقت الهيئة القومية لسكك حديد مصر عدة مشروعات لتحديث الشبكة، منها:

• ازدواجية المسار على خط «القاهرة–دمياط» لزيادة الطاقة الاستيعابية للقطارات.
• تحديث الإشارات من النظام الميكانيكي إلى الإشارات الكهربية الذكية (CCTV Rail) لتجنب التصادمات.
• شراء قطارات روسية جديدة من طراز «CR200J» عالية السرعة للتشغيل على خطوط الوجه البحري والقبلي.
• محطات ذكية مزودة بشاشات إلكترونية لعرض جداول الرحلات وتنبيهات التأخير، ما سيسهم في رفع مستوى الخدمات في محطات فرعية مثل سندوب.

---

الخاتمة

يعتبر قطار سندوب–القاهرة جزءًا حيويًّا من شبكة سكك حديد مصر، حيث يربط قرية منية سندوب بمركز المنصورة والعاصمة القاهرة يوميًّا عبر عشرات الرحلات، ويخدم آلاف الركاب من الطلاب والموظفين والتجّار. ورغم التحديات المتعلقة بالأعطال والتأخير وقدم العربات، فإن الخط يشهد تطورًا ملحوظًا بفضل مشاريع التطوير الحكومية الهادفة إلى تحديث البنية التحتية ورفع المعايير الفنية. ومع دخول قطارات جديدة وحديثة للخدمة، ترتسم أمام سكان سندوب وآلاف رحلاتهم اليومية آفاق أفضل من حيث الراحة والسلامة وسرعة الوصول إلى القاهرة.